نشرة عناوين الصحف السودانية اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025م
تحليل العناوين السياسية
تهيمن قضية التصعيد العسكري حول مطار الخرطوم على المشهد، حيث تؤكد الغارات المسيرة ليومها الثالث هشاشة أي محاولات لإعادة الحياة المدنية، وتؤجل استئناف الرحلات. يبرز التباين الحاد في الرؤى السياسية عبر تصريحات مني أركو مناوي التي كشفت عن "خلافات داخل الحكومة" و"غياب رؤية موحدة لوقف الحرب"، ورفضه مشاركة الدعم السريع في أي حوار. اللافت هو تأييده لعودة المؤتمر الوطني، مما يشير إلى تحالفات جديدة محتملة قد تعمق الانقسام السياسي. في المقابل، يواصل حميدتي تصعيده، متوعداً باستهداف مطارات داخلية وخارجية، ومشدداً على ضرورة "استئصال الحركة الإسلامية"، مما يعكس تصميماً على الحل العسكري. تبرز الشروط التي وضعها البرهان أمام الرباعية (واشنطن) كجهد لتدويل الشأن السوداني والبحث عن ضمانات أمنية، في ظل دعوات دولية (الاتحاد الأوروبي) وداخلية (حزب الأمة) لوقف فوري للحرب وتشكيل "جبهة وطنية" لإنقاذ ما تبقى من الدولة.
تحليل العناوين المحلية
محلياً، يحمل خبر هبوط أول طائرة مدنية تقل البرهان في مطار الخرطوم رمزية كبيرة، رغم الغارات المتتالية التي أدت إلى تعليق الرحلات الأخرى، مما يجعله خطوة استعراضية أكثر منها تشغيل فعلي. تستمر الإجراءات الإدارية في الولايات البعيدة عن الخرطوم، مثل إعفاء والي الشمالية للمدير التنفيذي للبرقيق، وافتتاح دوائر قضائية في سنار، مما يشير إلى محاولة للحفاظ على سير العمل الحكومي في المناطق الآمنة. الأرصاد تحذر من ظروف جوية صعبة، مما يضيف تحدياً لوجستياً وإنسانياً جديداً خاصة في مناطق النزوح. على صعيد آخر، تبرز جهود الولايات في استقبال القيادات العسكرية وإدارة الشؤون المحلية كدليل على أن سلطة الدولة تتركز وتعمل بشكل فعال في الولايات البعيدة عن بؤرة الصراع.
تحليل العناوين الاقتصادية
المشهد الاقتصادي يجمع بين التفاؤل الحذر والواقع المرير. خبر إعادة تشغيل مطار الخرطوم رسمياً كان يمكن أن يكون نقطة تحول إيجابية، لكن الغارات الجديدة أدت إلى إلغاء الرحلات وتعليق استئنافها، مما يبعث برسالة سلبية للأسواق والمستثمرين. يتجسد الانهيار الاقتصادي في تصريحات وزير المالية السابق جبريل إبراهيم بتوقعه وصول الدولار إلى 10,000 جنيه، وهو رقم يعكس تآكل الإيرادات الحكومية واستهلاك الموارد في الحرب، مما يغذي مخاوف التضخم ويزيد من الضغط على الجنيه. جهود تنويع الموارد تظهر عبر عقد توريد مصنع لمركزات العصائر، ودعم قطاع الكهرباء بمولدات من سلطنة عمان. كما أن الحكم الأمريكي ضد بنك فرنسي لدعمه نظام البشير يسلط الضوء على تداعيات الماضي على الحاضر الاقتصادي للسودان. وفي خضم الأزمة، محاولة إنقاذ صادرات المواشي باتفاق جديد تشير إلى أهمية الحفاظ على المصادر القليلة للعملة الصعبة.
تحليل عناوين الغربة والنزوح
يستمر فصل الغربة والنزوح في سرد قصص المأساة، حيث تفيد الأنباء عن نزوح أكثر من ألف شخص من الفاشر في يومين نتيجة للمواجهات، و نزوح آلاف آخرين من السريف وكرنوي، مما يؤكد أن دارفور لا تزال مسرحاً لعنف متصاعد. مأساة وفاة أسرة سودانية نازحة بالكامل في السعودية تضع اليد على المعاناة النفسية والمعيشية التي يواجهها السودانيون بالخارج. في محاولة لتخفيف الأعباء، جاء قرار تخفيض رسوم الجواز للسودانيين بالخارج. أما الطلاب، فتستمر جهود تسجيلهم وحصولهم على تأشيرات الدخول لمصر، مما يشير إلى أن التعليم أصبح عملية لجوء وهجرة قسرية. تحذير سفارة السودان في عمان يذكر باستمرار حاجة المغتربين إلى توخي الحذر والامتثال للقوانين في بلدان اللجوء.
تحليل عناوين القضايا والحوادث
تتنوع قضايا اليوم بين الحوادث الأمنية وجهود الاستقرار المؤسسي. جهود الدفاع المدني في الشمالية للسيطرة على حريق غاز تعكس استمرار الحاجة لخدمات الطوارئ حتى في المناطق الهادئة. أما الإعلان عن الفراغ من المرحلة الأولى لجهاز حماية الأراضي بالخرطوم فيدل على محاولة لضبط الانفلات العمراني وحفظ حقوق الملكية في العاصمة رغم الدمار. لكن الحادث المأساوي في سوق نيالا الذي أودى بحياة أربعة أشخاص إثر مشادة كلامية يجسد مدى انتشار السلاح وسهولة تحول الخلافات البسيطة إلى مآسٍ مميتة في ظل غياب سيادة القانون والتوتر المجتمعي.
تحليل عناوين الصحة والتعليم
يشهد قطاع التعليم تحركاً محموماً لمحاولة استيعاب الظروف الجديدة. اعتماد تعديلات التقويم المدرسي وتحديد موعد امتحانات الشهادة بالخرطوم يمثل خطوة هامة نحو إعادة النظام للعملية التعليمية، رغم التحديات. إجازة نتائج جامعة بحري و بدء الامتحانات المعرفية للأطباء السودانيين يؤكد استمرار مؤسسات التعليم العالي في أداء دورها. في المقابل، تثير قصة رسوب الطالبة الكفيفة الجدل حول مدى عدالة ومرونة النظام التعليمي في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في ظل الأزمة. صحياً، يؤكد تسجيل 13 إصابة جديدة بالكوليرا في جنوب دارفور أن الأزمة الصحية مستمرة وتتطلب استجابة عاجلة، وتبرز أهمية الدعم الدولي (صندوق الأمم المتحدة للسكان) لمواجهة هذه التحديات.
تحليل العناوين الرياضية
تنقسم العناوين الرياضية بين المحلي والعالمي. محلياً، يركز المريخ على البحث عن التجانس بعد خسارة بنغازي، مما يعكس الضغوط التي تواجه الأندية السودانية في المنافسات القارية بسبب ظروف الحرب. ترشيح الهلال لجوائز الكاف لأفضل نادٍ أفريقي لعام 2025 هو بصيص أمل واعتراف بالجهود المستمرة للكرة السودانية رغم كل المعوقات. عالمياً، تهيمن أخبار الدوريات الأوروبية ودوري الأبطال، بما في ذلك الأحداث الدرامية كاعتذار غارسيا، وقضايا تنظيم المباريات الخارجية التي تثير الجدل في إيطاليا وإسبانيا، مما يبرز الفرق الشاسع بين واقع الرياضة السودانية ومستوى الاحتراف العالمي.
إن المشهد السوداني اليوم يمثل نموذجاً لـ "صراع الإرادات المُدمر" بدلاً من "صراع الرؤى البنّاء". محاولات إعادة تشغيل مطار الخرطوم وهبوط طائرة واحدة هي مجرد رمزية تتلاشى أمام هدير المسيّرات التي تؤجل الرحلات الحقيقية، وتعليق حياة ملايين السودانيين. التصريحات السياسية المتضاربة من قبل مناوي وحميدتي والبرهان تؤكد غياب الرؤية الموحدة، بل تكشف عن عمق الخلافات الداخلية التي تمنع أي اختراق في جدار الأزمة. الدعوات الدولية والوطنية لوقف الحرب باتت مجرد صدى في فراغ، في ظل إصرار الأطراف على الحل العسكري، مع تداعيات كارثية تطال الاقتصاد، وتفاقم أزمة النزوح والكوليرا. على القيادة السودانية، بجميع أطيافها، أن تدرك أن استمرار هذا الصراع لن يؤدي إلا إلى "تفكك السودان"، وهو ما حذر منه الاتحاد الأوروبي. يجب أن تكون "ذكرى أكتوبر" دافعاً لوقف الحرب فوراً، والتوحد في جبهة إنقاذ وطنية حقيقية، بعيداً عن شروط هذا الطرف أو توعد ذاك.
📱 تابع وشارك عبر وسائل التواصل:
📚 روابط داخلية تهمك:
🌐 روابط خارجية موثوقة:
تم إعداد هذا المحتوى بواسطة فريق مجلة الأحداث ✍️ جميع الحقوق محفوظة © 2025
.jpg)