recent
أخبار ساخنة

زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلى لمصر

الحجم

واعتبر سلامة أن الحلول المطروحة لحل الأزمة الفلسطينية في ظل الحكومة الجديدة في تل أبيب غير المتجانسة صعبة جدا، حتى لو كانت حكومة من حزب واحد لا أحزاب متعددة. على شكل ما تم في حزب «الليكود» في فترة  حكم مناحيم بيغن كرئيس وزراء أسبق أثناء اتفاقية السلام مع مصر. «لكن لا بد من أن تتم مناقشة كافة الملفات المطروحة في القضية الفلسطينية بداية من حل الدولتين، نهاية بأصغر مشكلة للوقوف على وجهات النظر، سواء أكان هذا الطلب من تل أبيب أو من فلسطين، حتى وإن كان الأمر برغبة مصرية لرصد ما يتم من تطورات تحدث في القطاع؛ لا سيما وأن مصر مشاركة في إعمار غزة. وفي نفس الوقت هناك انتخابات فلسطينية من المفترض أن تجرى وكذلك المصالحة بين الفصائل التي ترعاها القاهرة».


واعتبر سلامة أن اللقاء الذي تم في شرم الشيخ هو لقاء بين دولتين بينهما تشابك في قضايا وملفات عدة. فأهم ما تريد تل أبيب الوصول إليه فيما يخص القضية الفلسطينية هو السلام الاقتصادي، أمّا مسألة حل الدولتين فهو غير مطروح تماما. وهذا السلام لا يعني التبادل التجاري وفتح سبل اقتصادية في غزة أو الأراضي المحتلة. ولكن تريد أن تتوقف عمليات المقاومة ضدها وفرض سياسة الأمر الواقع، في ظل متلازمة تؤكد على أنه طالما هناك احتلال فهناك مقاومة، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل قبول السلام الاقتصادي لتحسين الأوضاع الحياتية للأفراد في غزة يعني التنازل عن الأرض؟ حيث أن هذا السلام مشروط بالتهدئة، وهذا الموضوع مطروح منذ فترة على يد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء السابق. فبالتالي هذه أهداف إسرائيلية الغرض منها تحقيق التهدئة فقط ولا يحقق سلاما شاملا، وهنا نحن لا نتحدث عن سلام عادل ولكننا نريد تسوية مقبولة.

أهمية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لمصر 


من جانبه، أكد الدكتور مصطفي كامل السيد أستاذ العلوم السياسية على أن هناك سياسة واضحه لكافة الوزراء المتعاقبين في إسرائيل. وبالتالي يسري الأمر على نفتالي بنيت رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، ومن ثم فهو أيضا يرفض نقاش القضايا السياسية المتعلقة بحل الدولتين وما يمكن تحقيقه من هذا اللقاء هو ما يتفق مع أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي. لكن مصر تولي اهتماما بالغا فيما يخص الأسرى في السجون، خاصة كوادر حماس، وتطرح أيضا قضية مد الهدئة إلي فترة زمنية طويلة بين حماس وإسرائيل، وتسوية القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين. وفي اعتقادي أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طرح رؤية مصر لكافة هذه القضايا ولا أظن أن رئيس وزراء إسرائيل وافق على البعد السياسي لكل هذه القضايا، لأنه يعتقد أنها منفصلة ولا بد من مناقشة كل قضية على حدها بينما يعتبر الطرف الفلسطيني أن هذه القضايا مترابطة.


* رئيس الوزراء الإسرائيلي تجنب الحديث عن حل الدولتين لأنه غير وارد تماما على جدول أعماله


وأضاف كامل، أن الجانب الفلسطيني يرى أن كافة الأزمات مترابطة. فهو يتحدث عن الأسرى في السجون ولا بد من الإفراج عن كافة السجناء. وفي نفس الوقت تريد إسرائيل تبادل أسرى فقط في صفقات أيضا مسألة تعمير عزة والتي تسببت في دمارها إسرائيل. لكن المهم في الأمر هي المساعي المصرية للبدء في المفاوضات بين الجانبين التي يراقبها المجتمع الدولي متمثلا في أميركا وروسيا والاتحاد الأوروبي، ومن ثم لا بد أن يمارس المجتمع الدولي ضغوطا على إسرائيل للوصول إلى حلول من الممكن أن تساهم مستقبلا في وضع أطر للحلول لبعض المشاكل في ظل المجتمع الدولي أيضا بخلفية رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يعلم الجميع مدي تعصبه وتطرفه.

وكشف كامل عن أهمية اللقاء الذي تم، وهي معرفة إلى أي مدى تساهم أميركا في الضغط على إسرائيل للقبول بحل الدولتين خصوصا وأن هذا الحل توافق عليه إدارة الرئيس الأميركي بايدن؛ وفرض مناقشة القضايا السياسية، لا الوقوف عند السلام الاقتصادي فقط.  وقال، على الإدارة الأميركية تحفيز إسرائيل لدفع عمليات السلام إلى الأمام، وما قامت به مصر مؤخرا من تسيير رحلات إلي تل أبيب عن طريق شركة مصر للطيران يأتي في إطار التحفيز المشروط بعد أن تم خلال اللقاء مناقشة ملف سد النهضة والتعنت الإثيوبي في حل الأزمة للضغط على أديس بابا.


من جانبه أكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي  في حديث لـ«المجلة» على أهمية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لمصر، ولقاء الرئيس من حيث التوقيت، والتي تأتي بعد نجاح مصر في تثبيت التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، إذ أن هذه التهدئة غير مكتوبة، وبالتالي الحفاظ عليها أمر بالغ الصعوبة. ورأى سلامة أنّ هذا اللقاء الذي تم يثبت الهدنة بل ويطيل مدتها الزمنية، حيث طرحت مصر أن تكون هناك هدنة طويلة المدي بين الطرفين، وهذا الأمر سوف ينعكس على الوضع المعيشي للمواطن في غزة حيث يتم تخفيف الحصار المفروض على القطاع، ما يسمح بجهود إعادة الإعمار بشكل كبير وهذا هدف مهم جدا.  وقال: «في اعتقادي أن هذا الأمر تم إنجازه بالفعل وتوصل إلى صيغة تفاهمية في هذا الشأن». 


* خطوات إسرائيلية الغرض منها تحقيق التهدئة فقط ولا تحقق سلاما شاملا 


وأضاف سلامة: «من أهم الموضوعات التي تمت مناقشتها، قضية الأسرى، التي تولي مصر لها أهمية قصوى، حيث تريد الإفراج عن أكبر عدد من السجناء الفلسطينيين. فأهم بوادر نجاح مصر في هذه القضية اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد عودته بإحدى عائلات الأسرى. وهذا الأمر له دلالته». وتابع: «ثم يأتي الهدف الاستراتيجي بعيد المدى وهو فكرة عودة المفاوضات بين الجانبين. وفي تقديري أن مصر تتعامل بواقعية في هذا الملف بشكل كبير بمعني أن مصر تريد استئناف المفاوضات، لكنها تريد صيغة دولية تأتي من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام وهذا الأمر ترفضه إسرائيل تماما. لذلك فإن لدى مصر وروسيا فكرة بديلة وهي عودة اللجنة الرباعية الدولية لوضع إطار لاستئناف المفاوضات. ولو تم التوصل لهذا الشكل مع إسرائيل سيكون تطورا كبيرا جدا.. لكن في ظل انشغال الإدارة الأميركية بمشاكل عديدة أهمها الصين، فلن يتم الحل المطروح في المفاوضات (حل الدولتين)، حتى وإن كانت الإدارة الأميركية الحالية تدعم ذلك، خاصة وأن هناك انتخابات داخلية (التجديد النصفي) في أميركا حيث تخشى الخسارة بعد تراجع شعبية بايدن. ومن ثم فإن الولايات المتحدة الأميركية تتعامل مع الملف الفلسطيني الإسرائيلي عن طريق التبريد وإدارته وليس الانتهاء منه. فالإدارة الأميركية لديها خبرة سيئة فيما يخص التوصل لحل للأزمة الفلسطينية على مدار المفاوضات التي تمت خلال الـ30 سنة السابقة».


السابق
تعديل
author-img
مصطفى كامل حسين

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent