نشرة عناوين الصحف السودانية اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025م
![]() |
نشرة الأحداث اليومية | أخبار السودان | مجلة الاحداث |
تحليل العناوين السياسية
تهيمن ثلاثة ملفات متصاعدة على المشهد السياسي: **التصعيد العسكري في الفاشر**، **تعزيز القدرات العسكرية للجيش**، و**أزمة سد النهضة**. الهجمات المتكررة بالطائرات المسيرة، واستهداف تانكر للوقود ومركز للإيواء في الفاشر، تؤكد أن المدينة لا تزال هي النقطة المحورية للنزاع، وأن المدنيين هم الضحية الأكبر. في المقابل، توقيع بورتسودان اتفاقية تسليح مع باكستان بقيمة 230 مليون دولار يعكس اتجاه الحكومة نحو بناء قوة عسكرية ذاتية ومستدامة، بعيداً عن الحلول الدبلوماسية المعلّقة. أما على الصعيد الخارجي، فتصريحات الرئيس المصري بخصوص سد النهضة تشير إلى **تصعيد محتمل في ملف المياه**، ويضع السودان في موقف حرج بين ضفتي النزاع، خاصة مع ارتباط مصالحه المائية والجغرافية بقضية السد. كما أن التوتر في جنوب أم درمان يعكس هشاشة الوضع الأمني داخل العاصمة القديمة واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان رغم إدانات الأمم المتحدة.
تحليل العناوين المحلية
تتركز العناوين المحلية على **الحفاظ على مقومات الدولة والدعم الاقتصادي للولايات الآمنة**. مشاركة السودان في أسبوع الطاقة الروسي بموسكو تشير إلى محاولات الحكومة المستمرة لفتح قنوات تعاون دولية حيوية، خاصة في مجال الطاقة، بهدف تجاوز العزلة والتأثيرات السلبية للحرب. من ناحية أخرى، تبرز ولاية القضارف كنقطة إيجابية، حيث موافقة المركز على شراء المخزون الاستراتيجي وفتح صادر الذرة يمثل **دعمًا حيويًا لاقتصاد الولاية** ويساهم في استقرار الأسواق المحلية والغذائية. كما أن جهود إصلاح البنى التحتية، مثل خط محطة مياه عطبرة في نهر النيل، تؤكد أن هناك جهودًا حكومية -وإن كانت متقطعة- لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين خارج مناطق الصراع المباشر.
تحليل العناوين الاقتصادية
يشهد المشهد الاقتصادي **هزة إدارية وتوقعات بـ"انفراجات" في النقل الجوي**. إقالة محافظ بنك السودان المركزي وتعيين **آمنة ميرغني التوم كأول امرأة تتولى هذا المنصب**، هو قرار يعكس محاولة البرهان لضخ دماء جديدة وإعادة تشكيل السياسات النقدية لمواجهة التدهور الاقتصادي الحاد وانهيار الجنيه. هذا التغيير قد يهدف إلى زيادة الشفافية وتوحيد سعر الصرف. في موازاة ذلك، تشير "البشريات" حول **مطار الخرطوم** إلى ترقب لعودة محتملة للرحلات، ما يشكل دفعة نفسية واقتصادية كبيرة ويقلل من عزلة البلاد. أما **قفزة صادرات الذهب** فتؤكد على دور الذهب كـ"شريان حياة" للنظام المالي الحالي، لكنها تثير تساؤلات حول كيفية إدارة هذه الموارد والرقابة عليها في ظل ظروف الحرب.
تحليل عناوين الغربة والنزوح
تستمر محنة **النزوح القسري** وتتصاعد معها **الانتهاكات الإنسانية**. استهداف مركز إيواء في الفاشر، الذي أسفر عن ضحايا بينهم أطفال بحسب اليونيسف، يمثل جريمة حرب موثقة تزيد من الضغط الدولي على أطراف النزاع. على صعيد الهجرة الخارجية، تبرز محاولات التخفيف على السودانيين في الخارج، حيث يشير **القرار المصري الجديد** و**بشرى تأشيرات العمل السعودية** إلى محاولات لترتيب أوضاع الجالية السودانية الكبيرة في مصر وتسهيل العمل، مما يخفف الضغط عن الحكومة السودانية. في المقابل، فإن حملة شرطة الخرطوم لضبط الأجانب المخالفين وعمليات **الترحيل القسري للنساء الجنوب سودانيات** تعكس استمرار حالة الفوضى الأمنية وانتهاك حقوق المهاجرين واللاجئين داخل السودان نفسه.
تحليل عناوين القضايا والحوادث
تتداخل **قضايا العدالة الانتقالية والحوادث الأمنية المتفرقة** في هذا القسم. المسيرات السلمية في دارفور لإدانة كوشيب تأتي لتذكير العالم بأهمية **الجنائية الدولية** وضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم، كخطوة رمزية نحو العدالة. الترقب لـ**مرافعات قضية خميس أبكر** يضع القضاء السوداني أمام اختبار حقيقي لتطبيق القانون في خضم النزاع. في الوقت ذاته، تحذير الخلية الأمنية من منتحلي الصفة يعكس حالة من **انفلات السلطة الأمنية** وتزايد الجرائم التي تتم تحت غطاء القانون، مما يهدد ثقة المواطنين في المؤسسات الأمنية القليلة المتبقية. الحوادث المرورية المأساوية وإطلاق النار العشوائي يؤكدان على **هشاشة الأمان المجتمعي** في الطرقات والمناطق البعيدة عن الاشتباكات المباشرة.
تحليل عناوين الصحة والتعليم
تظهر **محاولات للتعافي الجزئي مقابل مخاطر صحية وشيكة**. استئناف التسجيل في **جامعة أم درمان الإسلامية** يعد خطوة مهمة لـ"تطبيع" الحياة التعليمية بعد انقطاع طويل، ويعكس محاولة الحفاظ على المؤسسات الأكاديمية كركيزة للمستقبل. بالمقابل، فإن **التحذيرات من كارثة صحية جديدة في الخرطوم** تشير إلى أن تداعيات الحرب على البنية التحتية للمياه والصرف الصحي لم يتم احتواؤها بعد، مما يهدد بانتشار الأوبئة. الإعلان عن تشغيل مستشفى بحري التعليمي وأحمد قاسم يشكل بارقة أمل لعودة الخدمات الطبية الأساسية، لكنها تبقى مجهودات فردية لا ترتقي إلى مستوى الحاجة الوطنية الملحة. كما تبرز قضية محاكمة المعلم المتهم بانتهاك جسيم، التي تسلط الضوء على **أزمة حماية الأطفال** في البيئة التعليمية في ظل غياب الرقابة الكاملة.
تحليل العناوين الرياضية
تتنوع العناوين الرياضية بين **الآمال السودانية في تصفيات المونديال** و**ترقب الكلاسيكو العالمي**. الأنظار تتجه نحو تشكيلة **منتخب السودان** المتوقعة في مباراته الحاسمة مع الكونغو، حيث تبقى آمال التأهل قائمة رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الرياضيون. على الصعيد الدولي، تتركز الاهتمامات حول **الكلاسيكو الإسباني** بين برشلونة وريال مدريد، خاصة مع التحديات التي يواجهها الفريقان بسبب الإصابات المتلاحقة، مما يضيف عنصراً من الإثارة والتخمين حول نتيجة المباراة. كما أن وصول **منتخب المغرب** إلى نصف نهائي مونديال الشباب يعكس استمرار تألق الكرة العربية والأفريقية على الساحة العالمية، ويقدم نموذجاً يحتذى به في التخطيط والنجاح الرياضي.
إن تصاعد وتيرة الهجمات على المدنيين وتناقض الأنباء حول استخدام أسلحة محرمة دوليًا، مثل غاز الكلور -سواء في دلامي أو غيرها- يضعنا أمام واقع مرير: **الأرواح السودانية باتت أثماناً رخيصة في معركة صفرية**. استهداف المراكز الإنسانية والإيواء، كما حدث في الفاشر، ليس مجرد "خطأ تكتيكي"، بل هو **جريمة حرب متعمدة** تهدف إلى ترويع وتفكيك النسيج الاجتماعي للمناطق المستهدفة. وفي ظل هذا التصعيد اللاأخلاقي، يبقى القضاء الدولي، ممثلاً في الجنائية الدولية وقضايا مثل قضية كوشيب، **شبحاً يلاحق المجرمين دون أن يكون له تأثير رادع وفوري** على أرض الواقع. إن الإدانة الدولية وحدها لا تكفي، فالمطلوب الآن هو **آلية حماية فاعلة ومباشرة للمدنيين**، وتحرك إقليمي ودولي لوقف تدفق الأسلحة، وخاصة الأسلحة غير التقليدية. يجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن أمن السودان ليس مسألة داخلية، بل هو صمام أمان لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وأن أي تهاون في محاسبة مرتكبي الانتهاكات سيفتح الباب أمام مزيد من الفظائع. فهل سيبقى القضاء متفرجًا أم سيتحول إلى أداة حسم؟
📱 تابع وشارك عبر وسائل التواصل:
📚 روابط داخلية تهمك:
🌐 روابط خارجية موثوقة:
تم إعداد هذا المحتوى بواسطة فريق مجلة الأحداث ✍️ جميع الحقوق محفوظة © 2025