📰 نشرة الأحداث اليومية – الأحد 20 يوليو 2025م
📌 أبرز ما نشرته صحف اليوم:
- الاشتباكات العنيفة قرب قاعدة كرري تتواصل لليوم الثالث على التوالي، وسط أنباء عن مقتل عشرات العناصر من الجانبين.
- الجيش يعلن استعادة مناطق استراتيجية بمنطقة جبل أولياء، وهو ما يمثل تقدماً جديداً في محيط العاصمة الخرطوم.
- صحيفة المشهد السوداني تحدثت عن دفع مبعوث أميركي لسلام جديد عبر مبادرة تشمل ضمانات دولية.
- تقرير أممي يحذر من كارثة إنسانية بعد تسجيل أكثر من 8 ملايين نازح داخل السودان وخارجه.
- صحف الاقتصادية: "غرافيك يكشف شدة التضخم بعد ارتفاع الدولار إلى قرابة 2,900 جنيه."
⚔️ التفاصيل الميدانية – تطورات جديدة
تتواصل الاشتباكات، وتحديدًا في محيط قاعدة كرري الجوية الواقعة في غرب الخرطوم. وقد شهدت المنطقة خلال الساعات الماضية تبادلاً كثيفاً للقصف المدفعي من الطرفين، ترافق معه غارات جوية شنّتها القوات الحكومية، بينما استخدمت قوات الدعم السريع أسلحة ثقيلة ودروع قريبة من المناطق السكنية، ما أسفر عن تراجع واسع في بعض النقاط.
من جهته، أكد مراسلونا وصول تعزيزات إضافية من الفرقة المدرعة السادسة بغرب الخرطوم، بينما قامت القوات الجوية بعمليات تمشيط على طول خط "أم درمان – جبل أولياء"، ما أدى لتعزيز سيطرة الجيش على مداخل العاصمة من هذا المحور.
في المقابل، أشار قيادي في الدعم السريع إلى أن الهجوم على كرري هدفه "كسر الحصار وتوسيع النفوذ داخل الخرطوم"، إلا أن القوات الحكومية صرحت للصحف بأنها "لزمت خطوط دفاع ثابتة جاهزة لأي تحرك جديد".
🟡 السياسة والدبلوماسية – المساعي مستمرة
في الجانب السياسي، شهدت العاصمة الخرطوم نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً، بعد وصول مبعوث أميركي رفيع المستوى إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بالتزامن مع مباحثات مكثفة جرت مع مسؤولين سودانيين وإقليميين في نيروبي وكينشاسا.
تتحرك الأطراف الدولية (الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الجامعة الإفريقية) في إعداد مسودة سلام تضم وقف إطلاق نار شامل، وانسحاب القوات الثقيلة من المحاور الرئيسية، مع إطلاق حوار سياسي داخلي في الخرطوم تحت إشراف دولي وإقليمي.
ورغم ذلك، أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان رفضه لأي اقتراح "يمس السيادة ويعطي مساحة غير مرغوبة لقوى خارجية"، مؤكداً أن أي إبرام سلام "يجب أن يكون بقيادة سودانية وبحماية من دول الجوار".
نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول دبلوماسي غربي قوله إن "العمل جارٍ لتأمين تمويل مساعدات إنسانية بقيمة 500 مليون دولار، تتجه لتأمين 60% من الاحتياجات في ست ولايات مهددة"، دون التصريح بتفاصيل الجهات المانحة.
💰 الفقرة الاقتصادية – الخرائط النقدية تتغير
يشهد الاقتصاد السوداني تصدعاً نموذجياً متواصلاً، مع انهيار تدريجي غير مسبوق في قيمة الجنيه. في هذا السياق، تؤكد التقديرات الرسمية والخبراء أن سعر الدولار في السوق الموازي بلغ اليوم **2,900 إلى 2,920 جنيه**، حسب وكالة السودان أخبار والسودان تومورو ، بينما لا يزال السعر الرسمي في البنك المركزي والبنوك العاملة عند **600.50 جنيه** .
يُشير هذا التراجع إلى فجوة هائلة تفوق **أربعة أضعاف**، تمثل حقيقة الأزمة الاقتصادية وتعكس انهيار الثقة في الجنيه. كما أن المضاربة في السوق الموازية تنتعش بشكل غير مسبوق، مع تنامي طلب من التجار والمستوردين على الدولار للتحوط من نقص السيولة المحلية.
إلى جانب ذلك، سجل الريال السعودي مستويات عالية بلغت **330 جنيهًا**، بينما تجاوز اليورو حاجز **1,350 جنيهًا**، وفقًا لتحديثات مصرفية رسمية ومحلية. وتوقع محللون بلوغ الدولار حاجز 3,000 جنيه نهاية يوليو، ما لم يحدث تدخل نقدي أو قرار حكومي عاجل.
أما فيما يخص التضخم، فقد أشار مكتب الإحصاء المركزي أن معدلات التضخم السنوية تجاوزت **290%**، وهو ما دفع أسعار السلع الأساسية – كالسكر والدقيق والزيت – إلى مستويات قياسية في الأسواق الشعبية.
وأشار تقرير للبنك الدولي إلى أن “السودان قد يواجه انكماشًا اقتصاديًا يتجاوز **5.4%** هذا العام، في حال استمرار النزاع وعدم اتخاذ إجراءات عاجلة لكبح النزيف النقدي والمالي.”
🟢 الوضع الإنساني والمجتمعي
تظهر أحدث التقارير الأممية أن عدد النازحين داخل السودان وخارجه تجاوز **8.2 مليون فرد**، بينهم ما يزيد على 1.5 مليون طفل معرضون لخطر سوء التغذية، وفق تصريحات مسؤولين في منظمة الصحة العالمية واليونيسف.
في ولاية **غرب دارفور**، تشهد مراكز النزوح تهالكاً في البنية التحتية، مع توقف عمليات توزيع المياه والصرف الصحي. وقد تحدثت مصادر عن ارتفاع معدلات الإصابة بالإسهال المائي والكوليرا.
أما في **ولاية النيل الأبيض**، فرغم تدخل منظمات محلية، فإن تزايد أعداد النازحين أدى إلى ضغط هائل على المدارس والمرافق الصحية، التي لم تستطع استيعاب جميع الوافدين.
في **الخرطوم**، ينظم ناشطون ومبادرات شعبية توزيعا مجانيا والمواد الغذائية، بينما تواجه جهود الإغاثة صعوبات كبيرة في التنسيق مع الجهات الرسمية، ما يهدد بزيادة معاناة الفقراء واللاجئين داخل العاصمة.
🔻 الخدمات والمجتمع – انعكاسات الأزمة
تعاني السودان من ازدياد حاد في انقطاع التيار الكهربائي والإنترنت، خصوصاً في مدن مثل **الأبيض**، **الحاج يوسف** و**كردفان**. ويعود ذلك جزئياً إلى الفرق التشغيلية غير المشمولة بالرواتب المعتمدة، فضلاً عن استهداف من شبكات الدعم السريع لبعض البنى التحتية الكهربائية.
فيما يتعلق بطلاب الشهادة السودانية، توضح وزارة التربية أن تأخر إعلان النتائج يعود للتقلبات الأمنية والإدارية. وقد أعرب أولياء الأمور عن قلقهم من ظلوم الطلاب في حال تأخر نتائجهم أكثر.
وفي بيت الحافة كان لافتا مجهود "جمعية المساعدة في الخرطوم"، التي تعمل على تأمين مياه الشرب للنازحين عبر شاحنات داخل العاصمة، بالتعاون مع جهاز الأمن. وقد وصف النشطاء هذه الخطوة بأنها "خطوة إنسانية نادرة وسط الفوضى".
🗣️ رأي مجلة الأحداث – "بين انتظار الحل الميداني والرهان على الاقتصاد"
رغم الضغوط الميدانية المتزايدة، تبقى الأزمة الاقتصادية هي المحرك الأكبر لتقويض أي جهود لتحقيق سلام دائم. إن ارتفاع سعر الدولار إلى قرابة 2,900 جنيه يكشف الخلل البنيوي داخل الاقتصاد، وغياب أي سياسة نقدية فعالة لإنقاذ الجنيه.
وإذا كان توقف النار هو الهدف العاجل، فإن تحقيق خطوة سياسية مستدامة يتطلب معالجة الفجوة الاقتصادية – عبر ضبط قيمة العملة، استعادة الثقة، وتشجيع الانتقال التدريجي نحو العملة المحلية. أي محاولة للدخول في تسوية دون دعم تلك الخيارات الاقتصادية ستكون هشّة وستفشل.
لذلك، نؤكد في مجلة الأحداث على أن:
- الاستقرار الاقتصادي مقدم على التهدئة الأمنية؛ فالناس بحاجة إلى خبز وماء أكثر من الحديث عن بروتوكولات وقف إطلاق نار.
- الدفع نحو مصالحة وطنية حقيقية يجب أن يشمل إعادة بناء المؤسسات المدنية وتأكيد سيطرة الدولة على البنوك والخزينة العامة.
- وقف المضاربة النقدية وتحويل العملة عبر آليات رسمية سيكون عامل حاسم في إعادة الثقة، بدءًا من تخفيض سعر الصرف الرسمي تدريجياً وربط الجنيه بالمركب الدولي.
إذا لم تصاحب الحلول السياسية خطوات اقتصادية ملموسة، فإن عودة أي هدنة ستكون محفوفة بالخطر وسرعان ما تنتهي مع أول هزة ميدانية أو تغيير سياسي.
🔗 روابط داخلية لتعزيز القراءة والمتابعة
- 🔍 دليل الكلمات المفتاحية – مجلة الأحداث
- 📂 أرشيف النشرات والمقالات
- ✨ المقال الأكثر قراءة: "كيفية استخدام نشرة اليوم"
- 📜 سياسة الخصوصية