تزورني مرة
في أرشيف الأغنية السودانية الخالدة، تبرز بعض الأعمال التي لا تزال تحتفظ ببريقها ورونقها رغم مرور السنين. من بينها، أغنية "تزورني مرة" للفنان الأسطوري سيد خليفة. هذه الأغنية ليست مجرد لحن عابر، بل هي قصة حب متكاملة، وقصيدة وفاء في وجه رياح الوشاية وكلام الناس.
مشاهدة الأغنية اداء الرائعة رفيعة
كلمات تزورني مرة
الكلمات الصحيحة للأغنية كما هو شائع وموثق:
"يا بلال تزورني مرة"
(تكرار)
"يوم قالوا ليك، قالوا ما عليك"
"قالوا جافي وأنا راضي بيك"
"قلبي حباك وماليهو سواك"
"أنت صورة ولي بس ملاك"
"كلام الأهل سبب زعل"
"أنت وزة وأنا ليك بحر"
(تكرار المقطع الأول)
عن الاغنية
الشوق في نداء "يا بلال"
تبدأ الأغنية بنداء عذب وشجي: "يا بلال تزورني مرة". هذا النداء ليس مجرد دعوة عابرة، بل هو صرخة شوق عميقة من قلب يئن من الفراق. يعكس سيد خليفة ببراعة حالة الانتظار والأمل التي يعيشها العاشق، في لحن هادئ يأسر السمع من الوهلة الأولى.
التحدي في وجه الوشاية
سرعان ما تنتقل الأغنية إلى التحدي الأكبر الذي يواجه العاشقين: كلام الناس. "يوم قالوا ليك، قالوا ما عليك... قالوا جافي وأنا راضي بيك". هنا تكمن ذروة الوفاء في الأغنية. المحب لا يكترث لما يقال عن حبيبه من جفاء أو بُعد، بل يصر على وفائه واختياره. إنها رسالة قوية عن أهمية الثقة والإخلاص في العلاقات، وكيف يمكن للحب الحقيقي أن يتجاوز الشائعات.
صورة "الوزة والبحر": جمال المعنى وعمق الصورة
يصل سيد خليفة إلى قمة الإبداع الشعري في مقطع "أنت وزة وأنا ليك بحر". هذه الصورة الشعرية لا مثيل لها في الأغنية السودانية. "الوزة" هي رمز للجمال والبراءة، تحتاج إلى "بحر" لكي تسبح فيه وتجد ملاذها. هذا التشبيه يجسد العلاقة التكافلية بين الطرفين؛ المحب هو الملجأ والأمان لمحبوبه، وهما يكملان بعضهما البعض. إنها ليست مجرد أغنية عن الحب، بل عن الاحتواء والأمان.
لماذا تظل الأغنية خالدة؟
خلاصة القول، أغنية "تزورني مرة" هي تحفة فنية متكاملة. تجمع بين اللحن الشجي والكلمات العميقة التي تعبر عن مشاعر إنسانية خالصة. إنها دليل على أن الفن الحقيقي قادر على تجاوز حدود الزمان والمكان، ليلامس قلوب الأجيال المختلفة. إنها ليست مجرد أغنية عن الحب، بل عن الوفاء، الصدق، وتحدي الصعاب من أجل من نحب.
اضغط هنا لتحميل تزورني مرة mp3